4 - الخطابة: لما تولى الشيخ عز الدين الخطابة بدمشق أزال كثيراً من البدع التي كان يفعلها الخطباء من دق السيف على المنبر، ولبس السواد، والسجع المتكلف، والثناء على الملوك، بما ليس فيهم، بل كان يدعو لهم، وأبطل صلاتي الرغائب والنصف من شعبان، وقد وقع بينه وبين ابن الصلاح ت 643هـ خلاف ووحشة بسبب صلاة الرغائب، لأنه كان يؤيدها واستمر العز في خطبة بالجامع الأموي سنة ونيفا حتى عزله الصالح إسماعيل بسب إنكاره عليه تحالفه مع الصليبيين سنة 638هـ (?) ولما هاجر إلى مصر استقبلها صاحبها نجم الدين أيوب أعظم استقبال، وقربه وأدناه وأكرمه وولاه خطابة جامع عمرو بن العاص، وقد قام بمهمته أعظم قيام، وأدى رسالة المسجد التي عاش من أجلها على أحسن وجه، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، صادعاً بالحق، منكراً للباطل، وكان حريصاً أن لا يعزل نفسه عن الخطابة، كما فعل في عزل نفسه عن القضاء، لأنه لا يخشى الحيف وظلم الناس في الخطابة خلافاً للقضاء وكان الملك نجم الدين يخشى من سلاطة لسانه وجرأته لذلك سارع إلى عزله عن الخطابة، عندما عزل نفسه عن القضاء بعد حادثة إسقاط عدالة وزيره معين الدين ابن شيخ الشيوخ (?)، وتولى الخطابة بعده المجد الأحميمي (?)، كما سيأتي معنا بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015