3 - القضاء: ذكر ابن السبكي عن رسالة ولد العز الشيخ عبد اللطيف في أخبار والده، أن الملك الكامل لما حاصر دمشق واستولى عليها من أخيه الملك الصالح إسماعيل ولى والده الشيخ تدريس زاوية الغزالي بجامع دمشق، وذكرَّ بها الناس، ثم ولاة قضاء دمشق بعدما اشترط عليه الشيخ شروطاً كثيرة ودخل في شروطه، ثم عينه للرسالة إلى الخلافة المعظمة، ثم اختلسته المنية رحمه الله في 22 رجب سنة 635هـ، فكانت مدة ملكه دمشق شهرين ونصف تقريباً (?)، وذكر الداودي: أن الكامل وَلىَّ الشيخ تدريس الزاوية الغزالية بجامع بني أمية وعزم على ولايته قضاء دمشق، وإرساله في الرسالة إلى بغداد، فمات دون إمضاء ذلك بدمشق (?)، فعباره الداودي، تفيد أن الشيخ لم يتول منصب القضاء، ولم يقم بالرسالة، لأن الكامل مات قبل تنفيذ ذلك الأمر، بينما عبارة ولده تخالف ذلك حيث أفادت أنه تولى القضاء، وليست قاطعة بذلك، فهي محتملة أنه عينه، ولم يباشر حيث مات الكامل بعد شهرين ونصف وجاء بعده أخوه الملك إسماعيل فلم ينفذ ذلك وهذا الاحتمال هو الراجح ويقويه نص عبارة الداودي، ولو أن الدكتور رضوان أطلع على هذا النص لما قال: ولعل عز الدين بقي في منصب قضاء دمشق برهة من الزمن خلال هذه الفترة القصيرة من حكم الكامل لدمشق، إذ كم بعد أخوه الصالح إسماعيل، ولم يكن يعجب بالشيخ، ولا يرضى أن يبقيه في القضاء، وقد حرم عليه اللعب بالبندق ولعل قصر فترة بقائه بهذا المنصب جعل أصحاب التراجم، وابن طولون لا يذكرونه بين قضاة دمشق (?)