(1) أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية كما يمنع صاحبه في الدنيا من فعل المعاصي والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار.
(2) أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبراً عند الخلق أميناً. ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
(3) أن قويّ الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره. والتللذ بخدمة ربه وأداء حقوقه وحقوق عباده التي هي موجب الإيمان وأثره. فالمؤمن يتقلب في لذات الإيمان وحلاوته المتنوعة.
(4) أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو الجهاد البدني والمالي والقولي في سبيل الله.
ثم قال ـ رحمه الله ـ بعد ذكره لهذه الجملة الكبيرة النافعة من ثمرات الإيمان: "وهذا كله من ثمرات الإيمان ومن تمامه وكماله. وبالجملة فخير الدنيا والآخرة كله فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والنقص إنما يكون بفقد الإيمان أو نقصه"1.
وبعد هذا البيان الموجز لأهمية الإيمان وما يترتب عليه من فوائد وثمار نشرع في تعريف الإيمان وما يتعلق به من مسائل.
تعريف الإيمان:
أن من أصول أهل السنة والجماعة: أن الإيمانَ قول وعملٌ؛ قولُ القلبِ واللسانِ وعملُ القلبِ واللسانِ والجوارح2.
وقد دل على ذلك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة:
أما أدلة قول القلب وهو تصديقه وإيقانه:
فمنها: قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} 3، وقوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} 4.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} 5. وغيرها من الآيات.