كقوله تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} 1.

فقالوا المراد بالرحمة في الآية رحمة النبوة.

وقوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} 2.

فقالوا هذا العلم هو ما يوحيه الله إليه عن طريق الوحي.

واستدلوا بأفعال الخضر من قتل الغلام وخرق السفينة وبناء الجدار ثم قوله بعد ذلك {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} 3.

فقالوا هذا الأمر أوحى الله به إلى الخضر، ولم يفعله من تلقاء نفسه، وكل ذلك يدل على نبوته4.

وذهب بعض العلماء إلى أن الخضر عبد صالح وليس نبي؛ وذلك لأن الله سبحانه لم ينص على نبوته، وإنما وصفه بالعبودية، فذلك يوقف عند نص الآية.

ومن هؤلاء الشيخ ابن سعدي فقد ذهب إلى أن الخضر عليه السلام عبد صالح وليس بنبي، اكتفاء بما نصت عليه الآية من وصفه بالعبودية وعدم وصفه بالنبوة.

فقال بعد تفسيره للآيات المتعلقة بنبأ موسى مع الخضر: "وفي هذه القصة العجيبة الجليلة من الفوائد والأحكام والقواعد شيء كثير، ننبه على بعضه بعون الله.... ثم قال:

ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبياً، بل عبداً صالحاً لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منّة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبياً لذكر ذلك كما ذكر غيره.

وأما قوله في آخر القصة {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} 5. فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث كما يكون لغير الأنبياء.

كما قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} 6.

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً} 7 " 8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015