ثم أشار إلى أهمية الإيمان بهم وأن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بهم فقال: " ... فلا يتم الإيمان إلا بذلك، وكل من كان أعظم علماً بذلك وتصديقاً واعترافاً وعملاً، كان أكمل إيماناً"1.

وبين أن الإيمان بالأنبياء على هذه الصفة يُعدُ من الإيمان بالغيب فقال: "ومن الإيمان بالغيب الإيمان بجميع رسل الله الذين أرسلهم الله على وجه الإجمال والتفصيل لأشخاصهم ولدعواتهم وشرعهم.... إلى أن قال: فتمام الإيمان بالغيب أن يؤمن العبد بجميع رسل الله، ويعرف من صفاتهم ومن دعوتهم ما يحقق به هذا الأمر"2.

كلامه في الفرق بين النبوة والرسالة:

النبي لغة: مشتق من النبأ وهو الخبر، وقيل النبوة مشتقة من النبوة وهي ما ارتفع من الأرض3.

والرسول لغة: مشتق من رسل التي تدل على الانبعاث والامتداد فيقال أرسلت فلاناً في رسالة أي بعثته فهو مرسل ورسول ويجمع على رُسُل ورسْل4.

وهذا من حيث اللغة، أما تعريف النبي وتعريف الرسول من حيث الاصطلاح فللعلماء فيها أقوال عديدة:

فقيل: النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه5.

وهذا التعريف عليه مآخذ إذ فيه إشارة إلى أن النبي غير مأمور بالإبلاغ، وهذا فيه كتمان للعلم.

والله يقول: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} 6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015