فـ (مختار) برقة ذاك الأبي ... الذي طافت الأرض شهرته
لصنو لهم في قياس الفحول ... وتمتاز عنهم صلابته
عقيدته في الحياة الجهاد ... لتحفظ للشعب حرمته
وتلقاه في اليأس والمكرمات ... له فضله ومهابته
إذا اتصفت بالدهاء الرجال ... وبانت من العدل وجهته
فقول الكتاب له مبدأ ... وصوت السلاح سياسته
أبى شرفا أن يفك الركاب ... وأن تلقى السيف راحته
ومازال في السرج شاكي السلاح ... توشحه بندقيته
يصادم في طلعة الهاجمين ... وأول طلق رصاصته
ويغزو علىالقوم في دارهم ... فتفضي إلى النصر غزوته
إلى أن قضى تحت حكم القضاء ... شهيداً فكانت نهايته
لئن مات شهم الوغى عمر ... ولما تحقق رسالته
فقد أوجدت في شعور العروبة ... نوراً يشع عقيدته
يسير بها في دروب الظلام ... فتهدي إلى الحق لمعته
كما علم الروم أن الجهاد ... منى العربي وبغيته
وعلمهم أن وكر النسور ... حرام على البوم وطأته
حديثك يا عمر الخيرين ... تغذى النفوس روايته
وذكرك باق مع الخالدين ... به تختم المجد صفحته (?)
وكانت آخر وثيقة أرسلها أحمد الشريف رداً على رسالة المجاهد الكبير يوسف بورحيل الذي تولى الأمر مؤقتاً بعد استشهاد عمر المختار رحمه الله تعالى وقد أعلم في رسالته أحمد الشريف باستشهاد عمر المختار وطلب منه أن يعين من يقوم بهذا الدور العظيم.
نص الرسالة التي بعث بها أحمد الشريف رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
من عبد ربه سبحانه، خادم الإسلام، أحمد الشريف السنوسي،
إلى حضرة الفاضل المحترم، والجليل المفخم، المجاهد الصادق، واللبيب الحاذق، قائم مقام دور العواقير ولدنا الشيخ عبد الحميد العبار، وكافة أولادنا العواقير حفظهم الله ورعاهم وحرسهم وحماهم آمين آمين.