وفي نفس الوقت تابع تلاميذ محمد بن عبد الوهاب منهجه في تخريج أجيال متتابعة من التلاميذ ذوي الإخلاص والغيرة، وكان من أثر هذا التتابع أن بقي للفكر الوهابي تأثيره في مجالات الفكر الإسلامي إلى عصرنا الحاضر، وقد حرص دعاة فكر محمد بن عبد الوهاب على جمعه مسلسلا على امتداد الأجيال فصدرت مطبوعات للرسائل والكتب المتضمنة لهذا الفكر نخص منها بالذكر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية في ثلاثة أقسام، وقد توفر على ترتيبها أحد دعاة الفكر الوهابي فأخرجها باسم: الدرر السنية في الأجوبة النجدية1وقد حفلت بنماذج من أجوبة علماء الدعوة الوهابية على ما كان يردهم من أسئلة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي2ويستطيع الباحث من هذه الأجوبة أن يلمس وحدة الفكر في المسائل التي تعلقت بها الأجوبة رغم تعدد العلماء الذين أولوا بهذه الأجوبة على امتداد الفترة من محمد بن عبد الوهاب إلى اليوم، مما يدل على عمق تأثير محمد بن عبد الوهاب في تلاميذه وتلاميذهم من بعدهم وعلى أن هذا التأثير جاوز نطاق الجزيرة العربية إلى أنحاء شتي من العالم الإسلامي.

والحق أن ما عمق هذا التأثير الفكري وعززه، تأثير محمد بن عبد الوهاب في الجانب السياسي وهو ما سنعرض لبيانه فيما يلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015