وللخطيب في تلخيص المتشابه - عن قتادة - قال: الرجال ثلاثة: رجل ونصف رجل ولا شيء، فأما الذي هو رجل: فرجل له عقل ورأي يعمل به وهو يشاور. وأما الذي هو نصف رجل: فرجل له عقل ورأي يعمل به وهو لا يشاور. وأما الذي هو لا شيء: فرجل له عقل وليس له رأي يعمل به وهو لا يشاور. قال النجم: وقلت:

ليس من عاش بعقله ... مثل من عاش بفضله

إنما الفضل ما انضم ... حجى الناس بعقله

وكذا الجاهل من لم ... يرفي الناس كمثله

نفسه يبصرها كا ... ملة من فرط جهله (?)

وصحيح ما ذكره النجم - فإنك إن شاورت مجرباً للأمور، فإنه يعطيك من رأيه ما يقع عليه غالياً وأنت تأخذه مجاناً، فيكون من الحمق ترك المشاورة.

أما الدكتور محمد عبدالقادر أبو فارس - فيقول عن الشورى أنها مدرسة تربوية للأمة تظهر من خلالها شخصيتها وتحقق ذاتها وهي سبب من أسباب النصر على أعدائها, حقق المسلمون بها انتصاراتهم على أعدائهم وأضحوا سادة الأمم بعد أن كانوا رعاة الشاء والغنم. (?)

قلت: وليس ذلك فحسب وإنما حققوا بها العدالة وحصل لهم بها المودة والألفة وقد أحسن بشار بن برد في قوله:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي لبيب أو نصيحة حازم

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ... فريش الخوافي تابع للقوادم (?)

وقال أخر:

خليلي ليس الرأي في صدر واحد ... أشيرا علي اليوم ما تراياني (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015