هذا وقد تمّ تقسيم الكتاب إلى مباحث، ففي المبحث الأول كان الحديث عن الشورى في عهد النبوة والخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز ونور الدين محمود زنكي وفي المبحث الثاني، أشرت إلى فوائد الشورى وأحكامها ومجالاتها ولخصت أهم فوائدها؛ من إصابة الحق، وكونها طاعة الله وقربة، وتلاقح للأفكار وتبادل للخبرة والاطلاع على ما عند الآخرين، وإعطاء قوة للمجتمع في أكثر من مجال إنساني، وإشعار المشاركين بالمسؤولية، وتولد الثقة بين الحاكم والمحكوم، ومن فوائدها، الوقاية من الاستبداد وتزويد الدولة بالكفاءات والقدرات المتميزة، وبها تنحصر عيوب التفرد بالقرار وبها يضيق هوة الخلاف بين الراعي ورعيته، والشورى تفجر الطاقات الكامنة في أفراد الشعب وتشجع ذوي الخبرات، وتكافح نزعات التطرف والعنف، وتسدد النظر إلى المشكلة من زوايا متباينة، وبها تتجاوز الخطوب التي تشل التفكير الفردي.

وأما حكم الشورى فقد بينت بأنها واجبة بالنظر إلى طبيعة الحكم في الإسلام، وأن قواعد السياسة الشرعية تستلزم عدم الانفراد بالرأي، لا سيما في أمور المسلمين العامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015