وليس المقصود بالمساواة هنا , ((المساواة العامّة)) بين الناس جميعاً في أمور الحياة كافة، كما ينادى بعض المخدوعين ويرون ذلك عدلا (?) , فالاختلاف في المواهب , والقدرات والتفاوت في الدرجات غاية من غايات الخلق , ولكنّ المقصود المساواة , التي دعت إليها الشريعة الإسلامية , مساواة مقيدة بأحوال فيها التساوى , وليست مطلقة في جميع الأحوال (?) , فالمساواة تأتي في معاملة الناس أمام الشرع والقضاء، والأحكام الاسلامية كافة، الحقوق العامة دون تفريق بسبب الأصل أو الجنس، أو اللون، أو الثروة، أو الجاه، أو غير ذلك (?).
إنَّ الناس جميعاً في نظر الإسلام سواسية، الحاكم، والمحكوم , الرّجال والنساء، والعرب والعجم الابيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس، واللون، أو النَّسب، أوالطبقة، والحكّام والمحكمون كلهم في نظر الشرع سواء ولذا كانت الدولة الإسلامية الأولى , تعمل على تطبيق هذا المبدأ بين الناس وكانت ترعي الآتي:
- ... إن مبدأ المساواة أمر تعبديُّ , تؤجر عليه من خالق الخلق سبحانه وتعالى.
- ... إسقاط الاعتبارات الطبقية، والعرفية، والقبلية، والعنصرية والقومية، والوطنية، والإقليمية، وغير ذلك من الشعارات الماحقة لمبدأ المساواة الإنسانية , وإحلال المعيار الإلهيِّ بدلاً عنها للتفاضل, ألا وهو التَّقوى.
- ... ضرورة مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص للجميع, ولا يُراعى أحد لجاهه أو سلطانه, أو حسبه ونسبه, وإنّما الفرص للجميع وكلُّ على حسب قدرته, وكفاءاته, ومواهبه, وطاقته, وإنتاجه.