والشورى تفضي إلى تحكيم الشرع , وتحكيم العقل , وتحكيم المنطق , وتحكيم المصلحة , والشورى حوار وتفاهم وتوافق حيث يأخذ كل ذي حق حقه , والشورى استدلال واحتجاج وإقناع وفي الجهة الأخرى يوجد الاستبداد والأنانية والمغالبة بكل وسائلها , من مكر وسيف وبأس وتآمر (?) وقوله صلى الله عليه وسلم: وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها , ليس معناه أن ((بأسهم بينهم)) مفروض عليهم , ولا محيد عنه ولا مخرج منه , بل معناه فقط أن هذا الطلب غير مجاب وغير مضمون لهم , وأنه متروك لتصرفهم وتدبيرهم وسلوكهم , وأن عليهم أن يحتاطوا لأنفسهم بأنفسهم ومن الاحتياطات التي يلزم تحقيقها تجنباً للفتن والصراعات اعتماد الشورى، وتنظيم إدارة الشورى، وتنظيم الشورى في مواطن النزاع ومظان الصراع , بصفة خاصة , وفي هذا المعنى يقول العلامة الفقيه محمد الحجوي الثعالبي: ولعدم الشورى المنظمة في الإسلام وقع ماوقع من الفتن والحروب بعد عمر , ليقضي الله أمره. ولا أزال أقوال: إنه كان يجول في فكر عمر شئ من ذلك , بدليل تنظيمه لمجلس شورى الخلافة (?).

ب- الفتنة التي تموج كموج البحر:

سأل عمر بن الخطاب بعض الصحابة عن حديث الفتنة التي تموج كموج البحر , فقال له حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين , لا بأس عليك منها , إن بينك وبينها بابا مغلقاً قال: أفيكسر الباب أم يفتح؟ قال: قلت: لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015