ولعل هذا ما عبر عنه بلغة مختلفة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, إذا قال: الرأي كالخيط السحيل, والرأيان كالخيطين المبرمين والثلاثة مرار ولا يكاد ينتقض (?).

وأورد الأمام الماوردي في هذا المعنى قوله: لم يزل أهل العقول يفزعون إلى الشورى في كل مايقع بينهم, ويمدحون فاعله, ويذمون المستبد برايه, والمرتكب لأهوائه, وقد قال فيه أحد الشعراء:

خليلي ليس الرأي في صدر واحدٍ ... أشيرا عليَّ اليوم ما تريان (?)

وقال ابن قتيبة: وقرأت في كتاب للهند أن ملكاً استشار وزراء ً له, فقال أحدهم: الملك الحازم يزداد برأي الوزراء الحزمة كما يزداد البحر بموارده من الأنهار, وينال بالحزم والرأي مالا يناله بالقوة والجنود, والمستشير وإن كان أفضل رأيا من المشير, فإنه يزداد برأيه رأيا كما تزداد النار بالسليط ضوءاً (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015