* في خلافته:
كان خطابه عندما تولي الخلافة كالآتي: أيها الناس, إني قد ابتليت بهذا الأمر, من غير رأي كان مني فيه ولا طلبة له ولا مشورة من المسلمين, واني قد خلعت مافي أعناقكم من بيعتي ((فاختاروا لأنفسكم)) فصاح الناس صيحة واحدة, قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك فول أمرنا باليمن والبركة (?)
وبذلك خرج عمر من مبدا توريث الولاية الذي تبناه معظم خلفاء بني أمية إلى مبدأ الشورى والانتخاب, ولم يكتف عمر باختياره ومبايعة الحاضرين, بل يهمه رأي المسلمين في الأمصار الأخرى ومشورتهم, فقال في خطبته الأولى-عقب توليه الخلافة-: .. وإن من حولكم من الأمصار والمدن إن أطاعوا كما أطعتم, وإن هم أبوا فلست لكم بوالٍ, ثم نزل (?).
وقد كتب إلي الأمصار الأسلامية فبايعت كلها, وممن كتب لهم يزيد بن المهلب يطلب إليه البيعة بعد أن أوضح له إنه في الخلافة ليس براغب, فدعا يزيد الناس إلى البيعة فبايعوا, (?) وبذلك يتضج أنه لم يكتف بمشورة من حوله بل امتد الأمر إلى جميع أمصار المسلمين ونستنتج من موقف عمر هذا ما يلي:
1 - أن عمر كشف النقاب عن عدم موافقة الأصول الشرعية في تولي معظم الخلفاء الأمويين.
2 - حرص عمر على تطبيق الشورى في أمر يخصه هو, ألا وهو توليه الخلافة.
3 - أن من طبق مبدأ الشورى في أمر مثل تولي الخلافة حري بتطبيقه فيما سواه.