وقوله تعالى: {قل لله الشفاعة جميعاً}. ثم قال: وهو وحده أرحم الراحمين ولايستطيع مخلوق أن يدّعي أنه أكثر رحمة بعباد الله من الله أو أعلم بهم منه ... (?)
يظن بجهله أن إثبات الشفاعة ينافي كوْن الشفاعة لله جميعاً وقد تقدم مايبين عدم منافاة ذلك لملكية الرب سبحانه للشفاعة جميعاً إذْ أنها لاتكون إلا بإذنه وتعيينه المشفوع فيه وخلقه. وأنها كرامة للشافع ورحمة من الله للمشفوع فيه.
فأما إثبات شافع بغير إذن الله سبحانه للشافع. وتحديده وتعْيينه للمشفوع فيه. ودون أن يخلق الله إرادة وطلب الشفاعة في قلب الشافع ويخلق دعاءه الذي يدعو به ربه لذلك المشفوع فيه فإثبات هذا النوع من الشفاعة إثبات شريك لله. وهذا هو الذي نفاه الله في القرآن.
أما الشفاعة على الصفة التي قد بَيّنتُ فلا تخرجها عن كوْنها ملك لله لاتطلب إلا منه.