ويجاب بأنه لا منافاة فإن الظرف وهو قوله: "يوم قدم المدينة" ليس متعلقا بالفعل وهو "أمر" بل بالمصدر وهو "التاريخ" أي أمر بأن يؤرخ بذلك اليوم لا أن الأمر في ذلك اليوم فتامله فإنه نفيس.
وقال البخاري في تاريخه الصغير: ثنا ابن أبي مريم ثنا يعقوب ابن إسحاق -هو العلوي- ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: كان التاريخ في السنة التي قدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة".
أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "تاريخه"1 حدثنا مصعب ابن عبد الله الزبيري عن ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل عن سعد2 قال:
"أخطأ الناس العدد ولم يعدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته إنما عدوا من مقدمة المدينة".
قال مصعب: وكان تاريخ قريش من متوفى هشام بن المغيرة "يعني أرخوا تواريخهم"
وأخرج البخاري في صحيحه حديث سهل بلفظ: "ما عدوا" إلى آخره ولم يقل "أخطأ الناس".