وَلما من الله تَعَالَى بإتمام هَذَا التَّقْرِيب وَجَاء بِحَمْد الله آخِذا من كل مطلب بِنَصِيب، نَافِذا فِي الْغَرَض بسهمه الْمُصِيب، كامدا قُلُوب الحاسدين بمفهومه ومنطوقه، راغما أنوف المتصلفين لما اسْتَوَى على سوقه، سميته: (فيض الْقَدِير بشرح الْجَامِع الصَّغِير) وَيحسن أَن يترجم (بمصابيح التَّنْوِير على الْجَامِع الصَّغِير) ويليق أَن يَدعِي: (بالبدر الْمُنِير فِي شرح الْجَامِع الصَّغِير) ويناسب أَن يوسم (بالروض النَّضِير فِي شرح الْجَامِع الصَّغِير) . هَذَا: وَحَيْثُ أَقُول القَاضِي فَالْمُرَاد الْبَيْضَاوِيّ أَو الْعِرَاقِيّ فجدنا من قبل الْأُمَّهَات الْحَافِظ الْكَبِير زين الدّين الْعِرَاقِيّ، أَو جدي فقاضي الْقُضَاة يحيى الْمَنَاوِيّ، أَو ابْن حجر فخاتمة الْحفاظ أَبُو الْفضل الْعَسْقَلَانِي، رَحِمهم الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ وَأَنا أَحْقَر الورى خويدم الْفُقَرَاء: مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الرؤوف الْمَنَاوِيّ، حفه الله بلطف سماوي: وَكَفاهُ شَرّ المعادي والمناوي، وَنور قَبره حِين إِلَيْهِ يأوي، وعَلى الله الاتكال وَإِلَيْهِ الْمرجع والمآل، لَا ملْجأ إِلَّا إِيَّاه، وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، وَهَا أَنا أفيض فِي الْمَقْصُود مستفيضا من ولى الطول والجود.