كَانَ يَدْعُو عِنْد الكرب أَي عِنْد حُلُوله يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله الْعَظِيم الَّذِي لَا شَيْء يعظم عَلَيْهِ الْحَلِيم الَّذِي يُؤَخر الْعقُوبَة مَعَ الْقُدْرَة لَا إِلَه إِلَّا الله رب الْعَرْش الْكَرِيم وَفِي رِوَايَة بدل الْعَظِيم والكريم الْمُعْطِي تفضلا رُوِيَ بِرَفْع الْعَظِيم والكريم على أَنَّهُمَا نعتان للرب وَالثَّابِت فِي رِوَايَة الْجُمْهُور الْجَرّ نعت للعرش قَالَ الطَّيِّبِيّ صدر الثَّنَاء بِذكر الرب ليناسب كشف الكرب لِأَنَّهُ مُقْتَضى التربية لَا إِلَه إِلَّا الله رب السَّمَوَات السَّبع وَرب الأَرْض وَرب الْعَرْش الْكَرِيم قَالُوا هَذَا دُعَاء جليل يَنْبَغِي الاعتناء بِهِ والإكثار مِنْهُ عِنْد العظائم فِيهِ التهليل الْمُشْتَمل على التَّوْحِيد وَهُوَ أصل التنزيهات الجلالية وَالْعَظَمَة الدَّالَّة على تَمام الْقُدْرَة والحلم الدَّال على الْعلم إِذْ الْجَاهِل لَا يتَصَوَّر مِنْهُ حلم وَلَا كرم وهما أصل الْأَوْصَاف الإكرامية قَالَ الإِمَام ابْن جرير كَانَ السّلف يدعونَ بِهِ ويسمونه دُعَاء الكرب وَهُوَ وَإِن كَانَ ذكرا لكنه بِمَنْزِلَة الدُّعَاء لخَبر من شغله ذكري عَن مَسْأَلَتي اه وَأَشَارَ بِهِ إِلَى رد مَا قيل هَذَا ذكر لَا دُعَاء وَلما كَانَ فِي جَوَاب الْبَعْض بِأَن المُرَاد أَنه يفتح دعاءه بِهِ ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ تَسْلِيمًا للسؤال عدل عَنهُ إِلَى مَا ذكره حم ق ت هـ كلهم فِي الدَّعْوَات عَن ابْن عَبَّاس عبد الله طب عَنهُ أَيْضا وَزَاد فِي آخِره اصرف عني شَرّ فلَان ويعينه باسمه فَإِن لَهُ أثرا بَينا فِي دفع شَره
فَائِدَة قَالَ ابْن بطال عَن أبي بكر الرَّازِيّ كنت بأصبهان عِنْد أبي نعيم وَهُنَاكَ شيخ يُسمى أَبَا بكر عَلَيْهِ مدَار الْفتيا فسعى بِهِ عِنْد السُّلْطَان فسجن فَرَأَيْت الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَسلم فِي الْمَنَام وَجِبْرِيل عَن يَمِينه يُحَرك شَفَتَيْه بالتسبيح لَا يفتر فَقَالَ لي الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَسلم قل لأبي بكر يَدْعُو بِدُعَاء الكرب الَّذِي فِي صَحِيح البُخَارِيّ حَتَّى يفرج الله عَنهُ فَأَصْبَحت فَأَخْبَرته فَدَعَا بِهِ فَلم يكن إِلَّا قَلِيلا حَتَّى أخرج
554 - (كَانَ يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار) ن خَ عَن أنس // صَحَّ //
كَانَ يَدُور على نِسَائِهِ كِنَايَة عَن جمَاعه إياهن فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار ظَاهره أَن الْقسم لم يكن وَاجِبا عَلَيْهِ وعورض بِخَبَر هَذَا قسمي فِيمَا أملك فَلَا تلمني فِيمَا لَا أملك وَأجِيب بِأَن طَوَافه كَانَ قبل وجوب الْقسم وَأَقُول يحْتَاج إِلَى ثُبُوت هَذِه القيلة إِذْ هِيَ ادعائية وَقَضِيَّة تصرف المُصَنّف أَن ذَا هُوَ الحَدِيث