الله وَكَانَ فَاضلا ذكيا صَاحب طبع قوي الا انه كَانَ قَلِيل الْحِفْظ وَكَانَ ابيض اللَّوْن طَوِيل الْقَامَة كَبِير اللِّحْيَة وَكَانَ يحب الْعشْرَة مَعَ اصحابه ويهيء لَهُم الاطعمة النفيسة قرا عَلَيْهِ جدي مَوْلَانَا خير الدّين رَحمَه الله روى ان الْمولى يكان حكم بقضية وَهُوَ قَاض بِمَدِينَة بروسا فانكر ذَلِك الحكم اولادالمولى الفناري وهم كَانُوا بِهِ يتعصبون عَلَيْهِ لامر سَنذكرُهُ فارادوا عقدالمجلس لذَلِك فنصح لَهُم بعض المدرسين وَقَالَ ان هَذَا الرجل عَالم فَاضل رُبمَا يجدالملخص فِي هَذَا الامر فَلم يلتفتوا الى كَلَامه فعقدوا الْمجْلس وَحضر الْمولى الْمَذْكُور وَقَالُوا لَهُ حكمك هَذَا مُخَالف لعدة من الْكتب واظهروا لَهُ النَّقْل مِنْهَا فَقَالَ الْمولى الْمَذْكُور ان الامام زفر هَل هُوَ من الْمُجْتَهدين فَقَالُوا نعم قَالَ اني حكمت فِي هَذِه الْقَضِيَّة بمذهبه لمصْلحَة اقتضته فان قدرتم على نقض الحكم فانقضوه فتحير الْكل لعلمهم بِأَن الْمَذْهَب الضَّعِيف يقوى باتصال الْقَضَاء بِهِ وَسبب تعصبهم عَلَيْهِ هُوَ ان الْمولى الفناري اراد ان يُزَوجهُ بنته فَلم يقبل لانه كَانَ قد عهد مَعَ استاذه السَّابِق بِأَن يتَزَوَّج بنته فَلم ترض نَفسه بِنَقْض الْعَهْد
كَانَ رَحمَه الله مدرسا بسلطانية بروسا ثمَّ استقضي بِالْمَدِينَةِ المزبورة وَمَات وَهُوَ قَاض بهَا رَحمَه الله
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْمولى مُحَمَّد بن بشير