بأدرنه ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ عين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما بطرِيق التقاعد ثمَّ جعل قَاضِيا بِمَدِينَة بروسه ثمَّ عزل عَن ذَلِك وَجعل مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما ثمَّ اضيف اليها عشرُون درهما فَصَارَت وظيفته مائَة دِرْهَم ثمَّ جعل قَاضِيا بِمَدِينَة بروسه ثَانِيًا ثمَّ اعيد الى احدى الْمدَارِس الثمان بالوظيفة المزبورة وَمَات وَهُوَ مدرس بهَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَدفن عِنْد مَسْجده بِمَدِينَة قسطنطينية كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يصرف جَمِيع اوقاته فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ حَتَّى انه سقط عَن فرسه وانكسر رجله وَكَانَ مُسْتَلْقِيا على ظَهره مُدَّة شَهْرَيْن اَوْ اكثر وَلم يتْرك درسه فِي تِلْكَ الْمدَّة وَكَانَت الطّلبَة تَأتي الى بَيته ويقرءون عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي جَمِيع الْعُلُوم وَكَانَ قَادِرًا على حل غوامضها قوي الْحِفْظ جدا وَكَانَت لَهُ كتب كَثِيرَة وقف كلهَا على الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَله ايضا رِسَالَة متضمنة للاجوبة عَن اشكالات الْمولى سَيِّدي الْحميدِي نور الله مضجعه وَطيب مهجعه
وَقد لقبه وَالِده ببابك واشتهر بذلك اللقب قَرَأَ على وَالِده وعَلى الْمولى خطيب زَاده ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان ثَانِيًا وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم مَاتَ وَهُوَ مدرس بهَا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَارِفًا بالعلوم اصولها وفروعها معقولها ومنقولها الا انه لقُوَّة ذهنه كَانَ لَا يشْتَغل بِالْعلمِ الا فِي بعض الاوقات وَمَعَ ذَلِك كَانَ حسن المحاورة كثير النادرة طليق اللِّسَان جريء الْجنان روح الله روحه
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما عَاملا زاهدا ورعا صارفا اوقاته فِي الْعلم وَالْعِبَادَة