تنفع الشفاعة إلا من اذن له الرحمن ورضي له قولا)) (?).

ومنشأ الخلاف بين تلك الفرق اختلافهم في قبول خبر الواحد ورده، وكل له أدلته.

ولما كانت ثمة أمور تتعلق بموضوع الشفاعة غامضة. كثر الجدل حولها حتى بلغ بالكثير من الجهلة التواكل والتسويف حتى تركوا العمل لفهمهم الخاطئ لمفهوم الشفاعة فيفهمون مثلا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((شفاعتي لاهل الكبائر من امتي)) (?)، انه مهما عصى فإنه لن يدخل النار لان النبي - صلى الله عليه وسلم - سيشفع له؟!!. ومثل ذلك في قوله ((لكل أمة عذاب في الآخرة إلا امتي جعل الله عذابها بين ايديها .. )) (?).

وفي المقابل فإنه لا شفاعة لصاحب كبيرةٍ يوم القيامة، بل إن فاعل الكبيرة الذي مات مصراً عليها هو كافر خالداً في جهنم يلوون النصوص حسب أهواءهم.

فمن هنا كان من الضروري جداً وضع النقاط على الحروف وبيان الحق. ولا أقول أنني لم أسبق في هذا الأمر -أبداً- وإنما إعادة لتلك المعلومات وصياغتها بصيغة جديدة ليس إلا. سوى بعض المسائل التي هي إجتهاد معرض للقبول أو الرد.

وأما خطتي فكانت على النحو الاتي:

قسمت الرسالة على بابين، فكان الباب الأول: دراسة احاديث الشفاعة دراسة موضوعية، وجعلته فصلين:

الفصل الأول: بينت فيه مفهوم الشفاعة وفيه سبعة مباحث:

1 - تعريف الشفاعة لغة واصطلاحا.

2 - أدلة الشفاعة من النقل والعقل.

3 - أقسام الشفاعة.

4 - شروط الشفاعة.

5 - مواضع الشفاعة.

6 - حكمة الشفاعة.

7 - مناقشة منكري الشفاعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015