تبارك وتعالى: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم ارض له ثواباً دون الجنة)) (?).
وأخرج الشيخان عن انس بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((أن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة)) (?).
وإنما كان للصبر على ذهاب العينين هذه المنزلة العظيمة لأهميتهما في الحياة الدنيا، وبفقدانهما لا يشعر الإنسان بقيمة المرئيات، ولا يشعر بقيمة النظر إلا من سلبه، بل ان الله تعالى جعل من أنواع العذاب الاخروي: ذهاب البصر قال تعالى: ((ومن اعرض عن ذكري فان له معيشةً ضنكاً ونحشرهُ يوم القيامة أعمى)) (?).
وكفى بالعينين منزلة ان سماهما الرب جل وعلا "حبيبتيه" إذن فالعينان تشفعان ولكن بالشروط: التي ذكرناها.
ولابد من استحضار النية إلى ما وعد الله من الثواب والاجر لا ان يصبر الصابر مجرداً عن النية "انما الأعمال بالنيات" (?)، وإذا ابتلى الله عبده فلا يعني ذلك انه ساخط عليه ناقم منه، ابداً بل الابتلاء أما لرفع درجة أو لتكفير سيئة، يقول - صلى الله عليه وسلم - ((اشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الامثل فالامثل)) (?).ولا ينال هذا الثواب غير المسلم: يقول تعالى: (( ... لئن اشركت ليحبطنَّ عملك ... )) (?).
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((عزيز على الله عز وجل ان يأخذ كريمتي مسلم ثم يدخله النار)) (?) فلابد من الإسلام في شفاعة العينين. أما غير المسلم فان الله تعالى يذيقه العذاب الادنى دون العذاب الاكبر: ((ولنذيقهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون)) (?).