القدسية العظيمة التي عاشها اولئك الرجال وهم يبلغون: ان الله قد رضي عليهم، ان احدنا ليفرح بل يكاد يطير فرحاً ان يسمع النداء "الله ولي الذين امنوا ... " (?) ظناً منا اننا مشمولون بهذا الخطاب ... فكيف بهم وهم يسمعون الهاتف الرباني وهو يناديهم في ابان تلك البيعة "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ... " (?) الاية)) (?).

النصوص ومناقشتها:

صح من حديث ام مبشر -رضي الله عنها- انها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيت حفصة: ((لا يدخل النار رجل شهد بدراً والحديبية فقالت حفصة: يا رسول الله اليس قد قال الله ((وأن منكم الا واردها))؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمه"ثم ننجي الذين اتقوا" (?)) (?). وصح من حديث جابر - رضي الله عنه - مرفوعا: ((لايدخل النار احد شهد بدراً والحديبية)) فهذا الحديث واضح المعنى بأن من شهد بدراً مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به مقاتلاً معه فأنه مزكّى انه من المتقين وانه لا يدخل النار البتة، وكذا من بايع بيعة الرضوان.

قال الإمام النووي ((قال العلماء: معناه لا يدخلها احد منهم قطعاً كما صرح به في الحديث الذي قبله -حديث حاطب ... -واما قول حفصة بلى. وأنتهار النبي - صلى الله عليه وسلم - لها فقالت "ان منكم إلا واردها" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قال "ثم نننجي الذين اتقوا" منه دليل للمناظرة والاعتراض والجواب على وجه الاسترشاد وهو مقصود حفصة لا انها ارادت رد مقالته ... )) (?).

وجاء عن الإمام علي - رضي الله عنه - قال: ((بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: أئتوا روضة خاخٍ (?) فأن بها ضعينة معها كتاب فخذوه منها. فانطلقنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا: أخرجي الكتاب فقالت مامعي كتاب. فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015