وللحديث ((إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) (?).
وأما ما حصل لأبي طالب فإنها خصوصية ورجا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا اقر الشهادتين ولو كان في تلك الحالة انه ينفعه بخصوصه وتسوغ شفاعته له لمكانة أبي طالب عنده ولهذا قال ((أجادل لك بها واشفع لك)) (?).
الوقفة الثالثة:- قد يعترض بامتناع نفع الشفاعة لمن مات كافراً بقوله تعالى: ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) (?)، فما وجه النفع بقوله "لعله تنفعه شفاعتي"؟ أجاب الإمام القرطبي: ((إن شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لعمه لا تنفع في الخروج من النار كعصاة الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة)) (?).
أي أن الآية تعني المنفعة المراد منها الاخراج من النار، بمعنى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين في ان يخرجوا من جهنم. واما الحديث فمضمونه يختلف، فانه يعني شفاعة التخفيف لا الاخراج. (?)
وأجاب إبن حجر: ((بانه خص ولذلك عدوه من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم -)) (?)، وقول الحافظ هذا هو الأولى -والله اعلم-.
إن الأنبياء عليهم السلام يشفعون كما يشفع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وان كانوا لا يملكون بعض أنواع الشفاعة مما خصّ به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (?).
ولكن من حيث اصل الشفاعة فهم يشفعون كما ثبت ذلك بصريح الأحاديث الصحيحة. فقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - رضي الله عنه -: (( ... شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقَ إلا ارحم الراحمين ... )) (?).