فقال: حدثنا يزيد بن هارون أنا همام عن عاصم بن أبي النجود عن الشعبي أن ابن مسعود كان يقول: يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه فيكون له قائدًا إلى الجنّة، ويشهد عليه ويكون سائقًا به إلى النّار.
الحديث فيه انقطاع، لأن رواية الشعبي وهو عامر بن شراحيل عن ابن مسعود مرسلة كما في "تهذيب التهذيب"، لكن رواه عبد الرزاق (ج3 ص373)، والطبراني في "الكبير" (ج9 ص141) بسند صحيح موقوفًا على ابن مسعود.
ولحديث ابن مسعود طريق أخرى كما في "كشف الأستار" (ج1 ص77) قال البزار رحمه الله: حدثنا أبوكريب محمد بن العلاء ثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن المعلى الكندي عن عبد الله بن مسعود قال: إنّ هذا القرآن شافع مشفّع، من اتبعه قاده إلى الجنّة، ومن تركه -أو أعرض عنه أو كلمةً نحوها- زخّ في قفاه إلى النّار.
وحدثنا أبوكريب ثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال بنحوه. اهـ
أما أثر ابن مسعود فضعيف، إذ المعلى الكندي ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" فقال: معلى الكندي عن محمد بن عبد الرحمن، روى عنه الأعمش، يعدّ في الكوفيين، منقطع.
وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكر نحو قول البخاري إلا أنه قال: محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
وإذا كان منقطعًا في روايته عن محمد بن عبد الرحمن الذي هو ليس بصحابي، فبالأولى عن عبد الله بن مسعود، ثم المعلى مجهول فقد ذكره