الشعور بالعور (صفحة 86)

أَكثر مِمَّا يَزع بِالْقُرْآنِ

وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء يهجو ثَابت قطنة

(أَبَا الْعَلَاء لقد لقِيت معضلة ... يَوْم الْعرُوبَة من كرب وتخنيق)

(أما الْقرَان فَلم تخلق لمحكمه ... وَلم تسدد من الدُّنْيَا لتوفيق)

(لما رأتك عُيُون النَّاس هبتهم ... وكدت تشرق لما قُمْت بالريق)

(تلوي اللِّسَان وَقد رمت الْكَلَام بِهِ ... كَمَا هوى زلق من شَاهِق نيق)

وَلما ولي سعيد بن عبد الْعَزِيز خُرَاسَان جلس يعرض النَّاس فَرَأى شَابًّا وَكَانَ تَامّ السِّلَاح جميل الْهَيْئَة فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل هَذَا ثَابت قطنة

وَهُوَ فَارس شُجَاع فأمضاه وَأَجَازَهُ على اسْمه فَلَمَّا انْصَرف قَالَ هَذَا الَّذِي يَقُول شعر

(إِنَّا لضرابون فِي حمس الوغا ... رَأس الْخَلِيفَة إِن أَرَادَ صدودا)

فَقَالَ سعيد عَليّ بِهِ فَلَمَّا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل إِنَّا لضرابون فَقَالَ نعم أَنا الْقَائِل شعر

(إِنَّا لضرابون فِي حمس الوغا ... رَأس المتوج إِن أَرَادَ صدودا)

(عَن طَاعَة الرَّحْمَن أَو خلفائه ... أَو رام إفسادا ولج عنودا)

فَقَالَ لَهُ سعيد أولى لَك لَوْلَا أَنَّك خرجت مِنْهَا لضَرَبْت عُنُقك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015