على حكم حُذَيْفَة بن الْيَمَان فَقتل مِنْهُم مائَة من اشرافهم وسبا ذَرَارِيهمْ وبعثهم إِلَى أبي بكر وَفِيهِمْ أَبُو صفرَة غُلَام لم يبلغ فَأعْتقهُمْ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ اذْهَبُوا حَيْثُ شِئْتُم فَتَفَرَّقُوا وَكَانَ أَبُو صفرَة مِمَّن نزل الْبَصْرَة
قَالَ ابْن قُتَيْبَة هَذَا الحَدِيث بَاطِل اخطأ فِيهِ الْوَاقِدِيّ لِأَن أَبَا صفرَة لم يكن فِي هَؤُلَاءِ وَلَا رَآهُ أَبُو بكر قطّ وانما وَفد إِلَى عمر وَهُوَ شيخ ابيض الرَّأْس واللحية فَأمره أَن يخضب فَخَضَّبَ فَكيف يكون غُلَاما فِي زمن أبي بكر وَقد ولد الْمُهلب وَهُوَ من اصاغر وَلَده قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ وَقد كَانَ فِي وَلَده قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاثِينَ سنة
وَكَانَ الْمُهلب من اشجع النَّاس وَحمى الْبَصْرَة من الْخَوَارِج وَله مَعَهم وقائع مَشْهُورَة بالاهواز استقصى الْمبرد فِي كِتَابه الْكَامِل اكثرها فَهِيَ تسمى بصرة الْمُهلب لذَلِك
وَكَانَ سيدا جَلِيلًا نبيلا رُوِيَ انه قدم على عبد الله بن الزبير فَخَلا بِهِ عبد الله يساوره فَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن صَفْوَان بن خلف فَقَالَ من هَذَا الَّذِي شغلك الْيَوْم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أَو مَا تعرفه قَالَ لَا قَالَ هَذَا سيد الْعرَاق قَالَ فَهُوَ الْمُهلب بن أبي صفرَة قَالَ نعم قَالَ الْمُهلب من هَذَا يَا امير الْمُؤمنِينَ قَالَ هَذَا سيد قُرَيْش قَالَ فَهُوَ عبد الله بن صَفْوَان قَالَ نعم
وَلم يكن الْمُهلب يعاب شَيْء إِلَّا بِالْكَذِبِ وَقيل فِيهِ رَاح يكذب قَالَ ابْن قُتَيْبَة كَانَ الْمُهلب اتَّقى لله واشرف وانبل من ان يكذب وَلكنه كَانَ مجربا وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَرْب خدعة