الْمَعْرُوف قَدِيما بشيخ حطين ثمَّ بشيخ الربوة أخيرا رَأَيْته بصفد مَرَّات وَاجْتمعت بِهِ مديدة
كَانَ من اذكياء الْعَالم لَهُ قدرَة على الدُّخُول فِي كل علم وجرأة على التصنيف فِي كل فن رَأَيْت لَهُ عدَّة تصانيف حَتَّى فِي الاطعمة وَفِي اصول الدّين على غير طَرِيق الاعتزال والاشاعرة والحشوية لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ علم وَإِنَّمَا كَانَ ذكيا قيوما أَجِدهُ وَهُوَ يرى رَأْي الأشاعرة وَيَوْما أرَاهُ وَهُوَ يرى رَأْي الاعتزال وَيَوْما أرَاهُ وَهُوَ يرى رَأْي الحشوية وَيَوْما أرَاهُ وَهُوَ يرى رَأْي ابْن سبعين وينحو طَرِيقه وَكَانَ يتَكَلَّم على الاوقات ويضعها وَيتَكَلَّم على اسرار الْحُرُوف وَيعرف الرمل جيدا وَله فِي كل شَيْء يتَكَلَّم فِيهِ تصنيف وَكَانَ لَهُ نظم لَيْسَ بطائل وَكَانَ رُبمَا عرض عَليّ القصيدة وَطلب مني تنقيحها فأغير مِنْهَا كثيرا وَكَانَ يتَكَلَّم فِي علم الكيمياء وَيَدعِي فِيهِ اشياء وَالظَّاهِر أَنه كَانَ يعرف مِنْهَا مَا يخدع بِهِ الْعُقُول ويلعب بألباب الاغمار وَلَقَد توصل إِلَى أَن طلبه الافرم نَائِب الشَّام ونقق عَلَيْهِ وَدخل مَعَه فِي اشياء واوهمه مِنْهَا امورا فولاه مشيخة الربوة وَهُوَ شيخ النَّجْم الحطيني الَّذِي سمره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون اوائل قدومه من الكرك فِي الْمرة الثَّانِيَة بِالْقَاهِرَةِ وجهزه مسمرا على جمل إِلَى دمشق لِأَن النَّجْم هَذَا كَانَ شَيْطَانا جَريا قَاتل النَّفس لعب بعقل جولجين جمدار السُّلْطَان واتصل بِهِ بِدِمَشْق لما كَانَ السُّلْطَان بهَا واراه ملحمة عتقهَا وَذكر فِيهَا اسْمه وَاسم ابيه وامه وَذكر شامات فِي جِسْمه وآثار توصل إِلَى مَعْرفَتهَا من غَيره وَقَالَ أَنْت تملك فَاطلع السُّلْطَان على ذَلِك بعد مُدَّة فَقتل جولجين وَمن كَانَ يحادثه فِي ذَلِك وجهز اخذ النَّجْم من حطين شيخ الخانقاه