الشعور بالعور (صفحة 124)

بن الطُّفَيْل واربد بن قيس اخو لبيد بن ربيعَة لأمه وجبار بن سلمى بن مَالك وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة رُؤُوس الْقَوْم وشياطينهم وَقد كَانَ قوم عَامر قَالُوا لَهُ يَا عَامر أَن النَّاس قد اسلموا فَأسلم فَقَالَ قد كنت آلَيْت أَن لَا انْتهى حَتَّى تتبع الْعَرَب عَقبي فأتبع انا عَقبي هَذَا الْفَتى من قُرَيْش وهم بالغدر بِهِ فَقَالَ لأربد إِذا اقبلنا على الرجل فَإِنِّي شاغل عَنْك وَجهه فَاعله بِالسَّيْفِ فَلَمَّا قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَامر لرَسُول الله خالني قَالَ لَا وَالله حَتَّى تؤمن بِاللَّه وَحده لَا شريك لَهُ فَلَمَّا ابى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يخالله قَالَ إِمَّا وَالله لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا حمرا ورجالا سمرا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامر بن الطُّفَيْل فَلَمَّا خَرجُوا من عِنْده قَالَ عَامر لأربد وَيلك يَا أَرْبَد ايْنَ مَا كنت وصيتك بِهِ وَالله مَا كَانَ على وَجه الأَرْض رجل هُوَ اخوف على نَفسِي مِنْك وَايْم الله لَا اخافك بعد الْيَوْم أبدا قَالَ لَا تعجل عَليّ لَا أَبَا لَك وَالله مَا هَمَمْت بِالْأَمر الَّذِي أَمرتنِي بِهِ مرّة إِلَّا دخلت بيني وَبَينه حَتَّى مَا أرى غَيْرك أفأضربك بِالسَّيْفِ فَقَالَ عَامر

(بعث الرَّسُول بِمَا يرى فَكَأَنَّمَا ... عمدا أَسد على المعايب عارا)

(وَلَقَد وردن بِنَا الْمَدِينَة شزبا ... وَلَقَد قبلن بجوها الابصار)

وَلما خَرجُوا من عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت عَائِشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ هَذَا عَامر ابْن الطُّفَيْل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو اسْلَمْ واسلمت بَنو عَامر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015