أخرى1. ويشبه قيس بن الحدادية قومه -في بعض شعره القبلي- بالضراغم، فيقول معيرا أعداءهم بالهزيمة:

غداة توليتم وأدبر جمعكم ... وأُبنا بأسراكم كأنا ضراغم2

ويشبه صخر الغي وروده ماء مخوفا على حذر بمشي النمر حين يستقبل ريحا بادرة ندية:

وماء وردت على زورة ... كمشي السبنتي يراح الشفيفا3

ورفاق الشنفرى "سراحين فتيان"4، وصاحب أبي خراش "كالسرحان سرحوب"5 وعدو أبي خراش يسقط صريعا كما يسقط نسر أكل لحما مسموما:

به ندع الكمي على يديه ... يخر تخاله نسرا قشيبا6

وهي صورة قوية تستمد قوتها من عنصر "الحركة" الذي نتمثله في سقوط النسر صريعا، ذلك السقوط العنيف المفاجئ الذي يمثل لنا سقوط العدو تمثيلا قويا بعد أن عبر عنه الشاعر بتلك اللفظة الموحية المعبرة "يخر".

ولكن تأبط شرا يخرج على هذه القاعدة، فيشبه حصان الشنفرى في رثائه له بالعقاب التي تنقض بين ذروتين شامختين:

وأشقر غيداق الجراء كأنه ... عقاب تدلى بين نيقين كاسر7

ويستغل الشعراء الصعاليك النحل في صورتين: صورة تعتمد على الصوت، وصورة تعتمد على الهيئة. أما الأولى فهي صورة القوس حين تنطلق منها سهامها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015