ولعروة بن الورد العبسي مجموعة قليلة من القصائد والمقطوعات في موضوعات قبلية1، كما نعثر برواسب ضيئلة جدا من الحياة القبلية عند صخر الغي الهذلي، والسليك بن السلكة السعدي. أما صخر الغي فلا يتجاوز ما وصل إلينا من شعره القبلي أبياتا قليلة في مقطوعتين يناقض فيهما شاعرا فيهدده بكثرة قومه، وبأنهم ينصرونه، ويأبون له الضيم:

وخفض عليك القول واعلم بأنني ... من الأنس الطاحي الحلول العرمرم

أبت لي عمرو أن أضام ومازق ... وقرد ولحيان وسهم فسلم2

ويعلنه بأن قومه يلبون دعوته إذا دعاهم، فيسرعون لنصرته كما تسيل الشعاب بالماء:

أبا المثلم إني غبر مهتضم ... إذا دعوت تميما سالت المُسُل3

وأما السليك فكل ما وصل إلينا من شعره القبلي مقطوعة واحدة في ثلاثة أبيات يحذر فيها قومه من مغيرين قابلهم في بعض تشرده مسرعين إليهم، ويذكر أن قومه يكذبونه، ويؤكد لهم صدقه:

يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكذب أكذب

ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب

كراديس فيها الحوفزان وقومه ... فوارس همام متى يدع يركبوا4

ومن مجموعة شعر حاجز القليلة التي وصلت إلينا خمس قطع من هذا الشعر القبلي قالها في ظروف قبلية معروفة يذكرها الرواة. وحاجز في هذه القطع مندمج في المجتمع القبلي اندماجا واضحا، يعبر بلسان قومه كما يعبر أي شاعر جاهلي قبلي، يفخر بهم فيذكر أنهم كرماء، ويعتز بأبيه وعمه اللذين أسديا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015