كأن خوات الرعد رز زئيره ... من اللاء يسكن الغريف بعثرا1
وتستأثر الضباع بجزء كبير من شعر الأعلم، وهو يصفها وصفا دقيقا، ويصف جراءها، وفعلهن بفريسنهن، فالضبع غليظة لها ثماني جواعر خلف أظلافها شعرات مجتمعة، وفويق هذه الشعرات دوائر مثل الخلاخيل يخالف لونها سائر لون الأرجل:
عشنزرة جواعرها ثمان ... فويق زماعها خدم حجول2
ويصف جراءها، وانتفاخ بطونهن، وسواد جلودهن كأنما ارتدين ثياب رهبان، وقصر آذانهن العريضة التي تشبه المغارف، وما يفعلنه بالفريسة المسكينة التي تجر أمهن إليهن لحمها، وكيف ينتزعن جلدها كما ينزع القيون بطائن الجفون البالية:
وتجر مجرية لها ... لحمي إلى أجر حواشب
سود سحاليل كأن ... جلودهن ثياب راهب
آذانهن إذا احتضر ... ن فريسة مثل المذانب
ينزعن جلد المرء نز
... ع القين أخلاق المذاهب3
وهي صورة يخشاها تأبط شرا أيضا، ويصورها في بعض قصائده، فالضبع تنبش الأرض عن الجيف المدفونة، ثم تنشب فيها أنيابها وبراثنها، ثم تدعو رفيقاتها وبناتها، فيسارعن إليها ليشاركنها نهشها: