فلوت عنه سيوف أريح إذ ... باء بكفي ولم أكد أجد
فهو حسام تتر ضربته ... ساق المذكي فعظمها قصد1
أما تأبط شرا فيعرض علينا صورة طريفة لسيفه، فهو -إلى جانب أنه حاد ثقيل لا يفارقه حتى أبلى محمله- سيف أصيل إذا كل لا يحتاج إلى صيقل، وإنما حسبه أن يحده صاحبه على الصخر فإذا هو حاد كما كان:
فطار بقحف ابنه الجن ذو ... سفاسق قد أخلق المحملا
إذا كل أمهيته بالصفا ... فحد ولم أره صيقلا2
وأما الشنفرى فيهتم بأثر سيفه في أعدائه، وبالحديث عن براعته في استخدامه، فهو يقصد به أطراف سواعدهم، ليعجزهم بذلك عن العمل:
وأبيض من ماء الحديد مهند ... مجذ لأطراف السواعد مقطف3
وهو حريص على أن يصور رفاقه ونفسه في غاراتهم وهم يستخدمون سيوفهم في الهجوم والدفاع حتى ينهزم أعداؤهم:
فشن عليهم هزة السيف ثابت ... وصمم فيهم بالحسام المسيب
وظلت بفتيان معي أتقيهم ... بهن قليلا ساعة ثم خيبوا4
ولا يعدل وصف السيف عند الشعراء الصعاليك إلا وصفهم القوس والسهام. وأكثر من اهتم بوصفها منهم الشنفرى والهذليون. ويبدو أن مرد هذه الظاهرة الفنية إلى ظواهر اجتماعية خاصة في حياتهم، فقد كان الشنفرى -كما يصوره الرواة مفتونا بسهامه، حريصا على أن تكون معلمة يعرفها الناس،