بفتيان عمارط من هذيل ... هم ينفون آناس الحلال

وأبرح في طوال الدهر حتى ... أقيم نساء بجلة بالنعال1

وأما تأبط شرا فقد كان أوسع ميدانا من ذي الكلب، فإنه لا يقنع بغير غزو خثعم وبجيلة وثمالة وهذيل، وهو يرد الفضل في هذا كله إلى قدميه اللتين أودع الله فيهما عذابا وشرا يصبهما عليهم:

أرى قدمي وقعهما خفيف ... كتحليل الظليم حذا رئاله

أرى بهما عذابا كل يوم ... لخثعم أو بجيلة أو ثمالة

وشرا كان صب على هذيل ... إذا علقت حبالهم حباله2

وهو لا يترك دم صديقه دون أن يثأر له، وإنما يهدد بالانتقام الشنيع، يقتل في الرجال، ويسبي النساء، فأكبر همه كما يقول "دم الثأر أو يلقى كميا مسفعا"3، غاية ما في الأمر أن يحترم تقاليد مجتمعه الدينية، فيؤخر انتقامه حتى تنتهي الأشهر الحرم:

فعدوا شهور الحرم ثم تعرفوا ... قتيل أناس أو فتاة تعانق4

وهو في هذا الاحترام لمقدسات مجتمعه يخالف تلميذه الشنفرى الذي يُصرح في بعض شعره بأنه قتل قتيلا في أيام حجة وسط الحجيج المصوت بمنى:

قتلنا قتيلا مهديا بملبد ... جمار منى وسط الحجيج المصوت5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015