لا تأثير له في الدراسة الفنية لشعر الصعاليك من حيث هو شعر مجموعة، ولا تأثير له في الدراسات الاجتماعية لظاهرة الصعلكة.

ومن هنا وقفنا من هذه المجموعة موقفين مختلفين، فاعتمدنا عليها في دراسة ظاهرة الصعلكة، وفي دراسة شعر الصعاليك من حيث هو شعر مجموعة، أما حين ندرس شاعرا معينا، فمن الطبيعي ألا نعتمد عليها، لا في دراسة حياته، ولا في دراسة فنه، وإلا وصلنا إلى نتائج مشكوك في مقدماتها.

أما المجموعة الأخرى فإن الشك فيها شك "خارجي" بمعنى أنه يدور حول نسبتها إلى الشعراء الصعاليك أو إلى غيرهم من الشعراء، كتلك الأبيات التي تنسب مرة إلى تأبط شرا1، ومرة ثانية إلى البعيث2، ومرة ثالثة إلى هدبة العذري3، وكتلك الأبيات البائية التي تنسب في بعض المصادر إلى أبي الطمحان4، وفي بعضها إلى لقيط بن زرارة5، وكالبيتين اللذين ينسبان في بعض المصادر إلى السليك6، وفي بعضها إلى المعتصم بالله بن هارون الرشيد7.

وقد يكون من اليسير أن ينتهي الباحث إلى رأي في هذا الاختلاف إذا أعانته بعض الخصائص الفنية في نصوص هذه الأبيات على التعرف على شخصيات أصحابها، فمثلا قد يكون من اليسير أن نصحح نسبة البيتين الأخيرين إلى المعتصم؛ إذ إن سمات "الأرستقراطية" تبدو عليهما في صورة ذلك السيد الذي يأمر غلامه بأن يهيئ له حصانة ويطرح عليه سرجه ولجامه، فإذا أضفنا إلى هذا أن البيت الثاني يُروى في بعض المصادر "أبلغْ الأتراك"8

طور بواسطة نورين ميديا © 2015