عرفت الجزيرة العربية منذ أقدم عصورها النشاط التجاري على صورة واسعة. وقديما ذكر سترابو "أن كل عربي تاجر"1، وهي عبارة -على الرغم مما فيها من إطلاق وتعميم- تسجل الصدى الذي استقر في نفس ذلك الرحالة القديم عن بلاد العرب في أثناء زيارته لها. ويذكر شبرنجر في جغرافيته القديمة للجزيرة العربية أن تاريخ التجارة الأولى هو تاريخ البخور، وأرض البخور هي بلاد العرب2. وأول تجار ورد ذكرهم في التوراة هم العرب3، ويذكر الباحثون أن العرب كانوا "الواسطة بين قدماء الأوربيين والشرق الأقصى"4، و"وأن البيزنطيين كانوا يعتمدون في شئونهم التجارية على قوافل البدو التي كانت تحمل لهم الأحجار الكريمة والتوابل من بلاد الهند الغامضة، والجلود والمعادن والمواد الغريبة والحرير من الصين، لأجل ثياب أباطرتهم وحظاياهم وكهنتهم، والعطور من بلاد المجوس، والبخور من اليمن، والصمغ من إفريقية، لأجل كنائسهم وقصورهم"5. وقد كان لمخازن العرب من