الحياة الأدبية الإسلامية، وإنما هم امتداد للحياة الأدبية الجاهلية التي اكتملت ملكاتهم الفنية في ظلها. أما العصر الأدبي الإسلامي فإنما يبدأ بأولئك الشعراء الذين لم يدركوا العصر الجاهلي، وبدأ تكون ملكاتهم الفنية في ظل الإسلام.

ومن هنا كنت أرى أن العصر الجاهلي الأدبي ليس محددا بفترة زمنية ينتهي بانتهائها ليبدأ بعدها العصر الأدبي الإسلامي، ولكنه محدد بحياة أولئك النفر من الشعراء المخضرمين ينتهي بالنسبة لكل منهم بانتهاء حياته. وليس معنى هذا أنني أنفي أن هؤلاء المخضرمين قد تأثرت حياتهم الأدبية بالإسلام، فمن المؤكد أنها تأثرت به، ولكن من المؤكد أيضا أن هذا التأثر يمثل مرحلة من مراحل تطورهم الأدبي، ولكنه لا يمثل مرحلة من مراحل تكوينهم الأدبي.

وبعد، فهذا الموضوع الذي أقدمت على دراسته، وأنا أعرف أنها مغامرة كتلك المغامرات التي كان يقدم عليها فتيان الصعاليك، ولكني أنشد مع الشنفرى "ومن يَغزُ يغنمْ مرة ويُشَمَّتِ"، فإن تكن الأولى فما توفيقي إلا بالله، وإلا فحسبي إعذارا لنفسي أنها مغامرة أقدمت عليها، ولأنشد مع أبي الصعاليك عروة بن الورد "ومُبْلغُ نفسٍ عُذرَها مثل مُنْجِحِ".

والله يهدينا سواء السبيل.

يناير 1959

يوسف خليف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015