إنّ لى نفسا توّاقة «1» ، فإن أنا صرت إلى أكثر ممّا أنا فيه فبعين ما أرينّك «2» ، فقلت: أشهد لى عليك بذلك، فقال: أشهد الله به، قلت: ومن خلقه؟
قال: هذين الشيخين، فأقبلت على أحدهما فقلت: من أنت أعرفك؟ قال:
سالم بن عبد الله «3» ، قلت: لقد استسمنت الشاهد، وقلت للآخر: من أنت؟
قال: أبو يحى مولى الأمير «4» ، فخرجت بهنّ إلى بلدى، فرمى الله فى أذنابهنّ بالبركة حتّى اعتقدت منهن الإبل والغلمان «5» ، فإنّى لبصحراء فلج «6» إذا ناع ينعى سليمان (بن عبد الملك) ، قلت: فمن القائم بعده؟ قال «7» : عمر (بن عبد العزيز) ، فتوجّهت نحوه، فلقينى جرير بالطريق جائيا من عنده، فقلت:
يا أبا حزرة، من أين؟ فقال: من عند من يعطى الفقراء ويمنع الشعراء، ولكن عوّل عليه فى مال ابن السبيل، فانطلقت فإذا هو فى عرصة داره «8» قد أحاط