إنى أرى رجعات الحبّ تقتلنى ... وكان فى بدئها ما كان يكفينى
ألقى من اليأس تارات فتقتلنى ... وللرّجاء بشاشات فتحيينى
987* وفى رجوع عقله عند ذكرها يقول: «1»
يا ويح من أمسى تخلّس عقله ... فأصبح مذهوبا به كلّ مذهب «2»
خليعا من الإخوان إلا معذّرا ... يضاحكنى من كان يهوى تجنّبى
إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ... روائع عقلى من هوى متشعّب
وقالوا: صحيح ما به طيف جنّة ... ولا لمم إلا افتراء التّكذب «3»
988* وخرج رجل من بنى مرّة إلى ناحية الشام والحجاز، ممّا يلى تيماء والسّراة بأرض نجد، فى بغية له، فإذا هو بخيمة قد رفعت له (عظيمة) وقد أصابه المطر، فعدل إليها، فتنحنح، فإذا امرأة قد كلّمته فقالت: انزل، قال:
فنزلت، وراحت إبلهم وغنمهم، فإذا أمر عظيم كثرة ورعاة، فقالت: سلوا هذا الرجل «4» من أين أقبل؟ فقلت: من ناحية تهامة ونجد، فقالت: يا عبد الله، أىّ بلاد نجد وطئت؟ فقلت: كلّها، قالت: بمن نزلت هناك؟ فقلت:
ببنى عامر، فتنفّست الصّعداء، ثم قالت: بأى بنى عامر؟ فقلت: ببنى الحريش، فاستعبرت، ثم قالت: هل سمعت بذكر فتى منهم يقال له قيس يلقّب بالمجنون؟
قلت: إى والله، نزلت بأبيه وأتيته ونظرت إليه، قالت: فما حاله؟ قلت يهيم فى