الشعر والشعراء (صفحة 457)

815* وكان له إخوة، منهم هميم (بن غالب) ، وسمى الفرزدق باسمه وهو القائل:

لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا

وقد فتّن الناس فى دينهم ... وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا

وإنما لقب بالفرزدق لغلظه وقصره، شبّه بالفتيتة التى تشربها النساء، وهى الفرزدقة [1] . وكنيته أبو فراس.

816* وكان للفرزدق أخ يقال له الأخطل أسنّ منه، وابنه محمد بن الأخطل (كان) توجّه مع الفرزدق إلى الشأم، فمات بها، ولا عقب له. ورثاه الفرزدق.

817* وأخته يقال لها جعثن، وكانت امرأة صدق. ونزل الفرزدق فى بنى منقر والحىّ خلوف، فجاءت أفعى إلى جارية من بنى منقر يقال لها ظمياء، فدخلت معها فى شعارها، فصرخت أمّها، وجاء الفرزدق فسكّنها، واحتال للأفعى حتّى انسابت، والتزم الجارية فانتهرته، فقال [2] :

وأهون عيب المنقريّة أنّها ... شديد ببطن الحنظلىّ لصوقها

فلمّا بلغ منقر قوله أرسلوا رجلا يقال له عمران بن مرّة، وأمروه أن يعرض لجعثن أخت الفرزدق، فلما خرجت وثب فضرب بيده على نحرها، فصاحت، ومضى، فعيّر الفرزدق بذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015