الشعر والشعراء (صفحة 407)

72- أبو محجن [1]

712* هو من ثقيف، وكان مولعا بالشراب، مشتهرا به، وكان سعد بن أبى وقاص حبسه فيه، فلمّا كان يوم القادسيّة وبلغه ما يفعل المشركون بالمسلمين، وهو عند أمّ ولد لسعد، قال:

كفى حزنا أن تطعن الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا علىّ وثاقيا [2]

إذا قمت عنّانى الحديد وغلّقت ... مغاليق من دونى تصمّ المناديا [3]

(وقد كنت ذا أهل كثير وإخوة ... فقد تركونى واحدا لّا أخا ليا)

هلمّ سلاحى، لا أبا لك، إننى ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا

فقالت له أمّ ولد سعد: أتجعل لى إن أنا أطلقتك أن ترجع حتّى أعيدك فى الوثاق؟ قال: نعم، فأطلقته، وركب فرسا لسعد بلقاء، وحمل على المشركين، فجعل سعد يقول: لولا أنّ أبا محجن فى الوثاق لظننت أنّه أبو محجن وأنّها فرسى، وانكشف المشركون، وجاء أبو محجن فأعادته فى الوثاق، وأتت سعدا فأخبرته، فأرسل إلى أبى محجن فأطلقه، وقال: والله لا حبستك فيها أبدا، قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها بعد اليوم أبدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015