الشعر والشعراء (صفحة 310)

فاستعدى عليه الزبرقان عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأنشده آخر الأبيات [1] ، فقال له عمر: ما أعلمه هجاك، أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا؟! (قال:

إنّه لا يكون فى الهجاء أشدّ من هذا) ، ثم أرسل إلى حسّان بن ثابت، فسأله عن ذلك، فقال: لم يهجه ولكن سلح عليه! فحبسه عمر، وقال: يا خبيث لأشغلنّك عن أعراض المسلمين، فقال وهو محبوس [2] :

ماذا أردت لأفراخ بذى مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر [3]

ألقيت كاسبهم فى قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

فرقّ له عمر وخلّى سبيله، وأخذ عليه ألّا يهجو أحدا من المسلمين.

565* وممّا سبق إليه فأخذ منه قوله:

عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تحتلب إلّا نهارا ضجورها [4]

أخذه ابن مقبل فقال:

عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر نارا تمّ حول مجرّم [5]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015