الشعر والشعراء (صفحة 305)

558* ومن المشهور عنه أنّه قيل له حين حضرته الوفاة: أوص يا أبا مليكة، فقال: مالى للذكور (من ولدى) دون الإناث، فقالوا: إنّ الله لم يأمر بهذا، فقال: لكنّى آمر به! ثم قال: ويل للشّعر من الرّواة السّوء، وقيل له:

أوص للمساكين بشىء، فقال: أوصيهم بالمسألة ما عاشوا، فإنّها تجارة لن تبور! وقيل له: أعتق عبدك يسارا، فقال: اشهدوا أنه ما بقى (عبسىّ) ! وقيل له: فلان اليتيم ما توصى له (بشىء) ؟ فقال أوصى بأن تأكلوا ماله وتنيكوا أمّه! قالوا: فليس إلّا هذا؟! قال: احملونى على حمار، فإنّه لم يمت عليه كريم، لعّلى أنجو! ثم تمثّل:

لكلّ جديد لذّة غير أنّنى ... رأيت جديد الموت غير لذيذ [1]

(له خبطة فى الخلق ليست بسكّر ... ولا طعم راح يشتهى ونبيذ)

559* ومات مكانه.

وكان هجا أمّه وأباه ونفسه، فقال فى أمّه:

تنحّى فاقعدى منّى بعيدا ... أراح الله منك العالمينا

ألم أوضح لك البغضاء منى ... ولكن لا إخالك تعقلينا

أغربالا إذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتحدّثينا [2]

جزاك الله شرّا من عجوز ... ولقّاك العقوق من البنينا [3]

(حياتك ما علمت حياة سوء ... وموتك قد يسرّ الصّالحينا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015