الشعر والشعراء (صفحة 113)

قام فمشى، وكان أعور سناطا [1] قصيرا حمش الساقين، فقالت ابنته: ما رأيت كاليوم ساقى واف؟ فقال لابنته: يا بنيّة، هما ساقا غادر شرّ، وقال:

لقد آليت أغدر فى جداع ... ولو منّيت أمّات الرّباع [2]

لأنّ الغدر فى الأقوام عار ... وإنّ الحرّ يجزأ بالكراع

162* ولم يزل ينتقل من قوم إلى قوم بجبلى طيئ، ثم سمت به نفسه إلى ملك الروم. فأتى السمّوأل بن عادياء اليهودىّ، ملك تيماء، وهى مدينة بين الشأم والحجاز، فاستودعه مائة درع وسلاحا كثيرا، ثم سار ومعه عمرو بن قميئة، أحد بنى قيس بن ثعلبة، وكان من خدم أبيه [3] ، فبكى ابن قميئة، وقال له: غرّرت بنا، فأنشأ امرؤ القيس يقول [4] :

بكى صاحبى لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

وإنى أذين إن رجعت مملكا ... بسير ترى منه الفرانق أزورا [5]

على ظهر عادىّ تحاربه القطا ... إذا سافه العود الدّيافىّ جرجرا [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015