الشعر والشعراء (صفحة 102)

فرحمهم الملك وعفا عنهم وردّهم إلى بلادهم، حتّى إذا كانوا على مسيرة يوم من تهامة، تكهنّ كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدىّ، فقال: يا عباد [1] قالوا: لبّيك ربّنا! فقال: والغلّاب غير المغلّب [2] ، فى الإبل كأنها الرّبرب [3] ، لا يقلق [4] رأسه الصّخب، هذا دمه يثعب، وهو غدا أول من يسلب. قالوا:

من هو ربّنا؟ قال: لولا تجيش نفس جايشه [5] أنباتكم أنّه حجر ضاحيه.

فركبت بنو أسد كلّ صعب وذلول، فما أشرق لهم الضّحى حتّى انتهوا إلى حجر، فوجدوه نائما فذبحوه، وشدّوا على هجائنه فاستاقوها.

142* وكان امرؤ القيس طرده [6] أبوه لمّا صنع فى الشعر بفاطمة ما صنع، وكان لها عاشقا، فطلبها زمانا فلم يصل إليها، وكان يطلب منها غرّة، حتّى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان، فقال:

قفا نبك منّ ذكرى حبيب ومنزل [7]

فلمّا بلغ ذلك حجرا أباه دعا مولى له يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتنى بعينيه، فذبح جوذرا فأتاه بعينيه، فندم حجر على ذلك، فقال:

أبيت اللّعن! إنى لم أقتله، قال: فأتنى به، فانطلق فإذا هو قد قال شعرا فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015