من نهر هراة بالقرب من المدينة تسعة أنهر تروي رساتيقها ومزارعها1. ويقول اليعقوبي: إن هراة من أكثر بلاد خراسان عمارة2. ويقول ابن رسته: إنها مدينة عظيمة، وحواليها دور، وفي رساتيقها أربعمائة قرية كبار وصغار، وفيما بين هذه القرى سبع وأربعون دسكرة، تشتمل كل منها على عشرة أنفس إلى عشرين نفسا3. أما ياقوت فيقول: "إنها مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، لم ير بخراسان مدينة أجل، ولا أعظم، ولا أفخم، ولا أكثر أهلا منها، فيها بساتين كثيرة، ومياه غزيرة، وخيرات وفيرة"4.

وإلى الجنوب من هراة مدينة مالن، وهي صغيرة مشتبكة المياه والبساتين والكروم، عامرة مشهورة بزبيبها الذي يحمل إلى الآفاق5. وفي رساتيقها خمس وعشرون قرية6. وتليها كورة أسفزار، ولها أربع مدن، فيها الأراضي الخصبة، والبساتين والأعناب7.

وفي شمالي هراة كروخ، وهي أكبر مدينة بعد هراة، تقوم في شعب بين الجبال، وتكثر حولها المياه والبساتين والأشجار، والقرى العامرة، ويرتفع منها المشمش8. وتليها كورة باذغيس، وبها مدن كثيرة، بعضها تجري فيها المياه، وتنتشر بها البساتين، وبعضها قليلة المياه. وأهلها أصحاب زروع وأغنام9. وهي ذات خير ورخص، ويكثر فيها شجر الفستق10. وبعدها رستاق كنج، ومدنه ببن، وكيف، وبغشور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015