ونشأ عن سجن ابن وشاح لابن ورقاء، ونسبته قتل ابن خازم إلى نفسه، واستئثاره بالسلطة من دونه أن تشعب بنو سعد التميميون إلى شعبتين، إذ ساعدت عوف بن وشاح، وأيدت مقاعس والبطون ابن ورقاء، فاستطار الشر بين المجموعتين المتناحرتين على السلطة، واستمر الخلاف بينهما على أشده سنتين. وفي سنة أربع وسبعين تفاقم العداء بينهم، وتعاظم خطره، فاتفق العرب بخراسان على أن يكتبوا إلى عبد الملك بن مروان أن يعين عليهم واليا قرشيا، حتى يخلصهم من الفتنة والهلكة، فانتخب أمية بن عبد الله الأموي وسيره إليهم. فقال رجل من بكر بن وائل يصف ما ثار من الخصام والصدام بين عشائر بني تميم، وما نجم عنه من تسلط ابن وشاح عليهم، ويعلن انتهاء الأزمة وانفراجها، بقدوم أمية إليهم1:
أتتك العيس تنفخ في براها ... تكشف عن مناكبها القطوع2
كأن مواقع الأكوار منها ... حمام كنائس بقع وقوع3
بأبيض من أمية مضرحي ... كأن جبينه سيف صنيع4
وحاول ابن ورقاء الانتقام لنفسه، فخف لاستقبال أمية، وحذره من غدر ابن وشاح، فلم يستمع أمية إليه، بل ثبت موظفي ابن وشاح في مناصبهم وجرب أن يستميله ويصانعه بتوليته قيادة شرطته، فأبى فولاها ابن ورقاء5، فسخط وراح يتربص بأمية. وفي سنة سبع وسبعين غزا أمية بخارى والترمذ، وأقام ابنه زيادا عنه بمرو الشاهجان، وكلف ابن وشاح بملازمته، حتى يعنى به ويضبط عمله. فانتهز فرصة غياب أمية، وأخذ ابنه فحبسه، ودعا الناس إلى خلعه فأجابوه. وبلغ أمية النبأ،