خراسان يزيد بن المهلب1. وفي ولاية يزيد بن عبد الملك تعاظم نفوذ قيس لأنه كان منحازا لها، فأسند ولاية العراق إلى عمر بن هبيرة الفزاري، فاستعمل على خراسان غير قيسي2، فضيقوا على الأزد وأعوانهم.
وفي زمن هشام بن عبد الملك انكسرت شوكة قيس بالعراق وخراسان، إذ عزل هشام عن العراق ابن هبيرة، وولاها خالد بن عبد الله القسري، فبعث إلى خراسان أخاه أسدا، ولم يلبث هشام أن أقصاه عنها، ثم أعاده إليها، فتعصب للأزد، وتشدد على قيس وتميم3. وفي أيام الوليد بن يزيد استردت قيس سلطانها، فقد ولي العراق يوسف بن عمر بن هبيرة، فثبت نصر بن سيار على خراسان4. وما هي إلا أن يطيح يزيد بن الوليد بابن عمه الوليد بن يزيد حتى استرجعت القبائل اليمنية نفوذها، وحتى دبر يزيد لإقصاء نصر بن سيار عن خراسان، فامتنع عليه5. وفي عهد مروان بن محمد استأثرت قيس بالسلطة، إذ كان يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق، ونصر بن سيار على خراسان6. فحابى المضرية في مطلع ولايته، وعادى اليمنية.
ويصح أن نضيف إلى السببين السابقين سببا ثالثا، وهو طبيعة العلاقة التي كانت تربط في البصرة بين القبائل المضرية والقيسية، وبين القبائل اليمنية والربعية، ولما كانت العلاقة بينها سيئة متوترة، بسبب تباين أهوائها ومواقفها ومنافعها القبلية والسياسية والاقتصادية، فقد كان من شأنها أن تؤثر تأثيرا قويا في عشائرها وفروعها التي رحلت إلى خراسان. ومعروف أن الشقاق في البصرة بدأ بين بكر وتميم، ثم انضمت عبد القيس إلى بكر. ومع ذلك ظلت القبائل المضرية تكثر القبائل الربعية. وعندما هاجر أزد عمان