وقبل سنة تسعين خرج الشمردل بن شريك اليربوعي هو وإخوته حكم، ووائل، وقدامة إلى خراسان، مع وكيع ابن أبي سود التميمي1.
وفي سنة خمس وتسعين بعث الحجاج بن يوسف الثقفي جيشا من العراق إلى خراسان، فقدموا على قتيبة ابن مسلم، فغزا فلما كان بالشاش أو كشمهين أتاه موت الحجاج في شوال، فغمه، فقفل راجعا إلى مرو الشاهجان2.
وفي سنة ست وتسعين كان بخراسان من مقاتلة أهل البصرة أربعون ألفا: من أهل العالية تسعة آلاف، ومن بكر سبعة آلاف، رئيسهم الحفين بن المنذر، ومن تميم عشرة آلاف، عليهم ضرار بن حصين الضبي، ومن عبد القيس أربعة آلاف، عليهم عبد الله بن علوان، ومن الأزد عشرة آلاف، رأسهم عبد الله بن حوذان. وكان بها من مقاتلة أهل الكوفة سبعة آلاف. عليهم جهم بن زحر، أو عبيد الله بن علي3.
واعتمادا على الجدول السابق، قدر المستشرق فلهاوزن مجموع العرب بخراسان بمائتي ألف4. ويبدو لنا أن الأرقام التي وردت في الجدول، والتي استند إليها فلهاوزن في تقديره غير دقيقة، فآية ذلك أن أبا عبيدة، معمر ابن المثنى، الذي كان له كتاب عن خراسان، يذكر أن مقاتلة بني تميم كانوا في تلك الفترة التي سجلت فيها الإحصائية السالفة أربعة وعشرين ألفا5. ويمكن أن نستنتج من الفرق الكبير بين عدد المقاتلين التميميين الذي ذكره البلاذري، والطبري، وابن الأثير، وبين عددهم الذي ذكره أبو عبيدة أن عدد جنود كل قبيلة من القبائل العربية حينئذ لا بد أن يكون أكبر، وأن جملة الجنود العرب الذين كانوا بخراسان في تلك الفترة كانت أكثر من خمسين ألفا بكثير،