فلما أتاني ما أردت تباشرت ... بناتي وقلن: العام لا شك عامها
فإني وأرضا أنت فيها ابن معمر ... كمكة لم يطرب لأرض حمامها
إذا اخترت أرضا للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل علي مقامها
وكنت أمني النفس منك ابن معمر ... أماني أرجو أن يتم تمامها
فلا أك كالمجرى إلى رأس غاية ... يرجي سماء لم يصبه غمامها
فلبى له كل ما سأله فيه، وجعله في كل عام. وفيه يقول مبينا كيف كان لا يرده خائبا، مع كثرة تردده عليه، ووفرة ما حباه به، وكيف كان يلقاه في كل مرة متهللا له، مرحبا به1:
سألناه الجزيل فما تأبى ... فأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا
مرارا ما دنوت إليه إلا ... تبسم ضاحكا وثنى الوسادا
وتأخر ابن معمر في دفع ما فرضه له، فذكره به بقوله2:
أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغي التمائم والنشر3
أصابتك عين في سماحك صلبة ... ويا رب عين صلبة تفلق الحجر
سنرقيك بالأشعار حتى تملها ... فإن لم تفق يوما رقيناك بالسور
وبلغته الأبيات فأرضاه وسرحه.
ومن ممدوحيه جبير بن الزبعرى النميري، وكان من سروات العرب، وله يقول معظما أصله وبسالته وجوده4: