وفصل بينها فصلا دقيقا، وأبان أن المقصود هو زياد بن سيمين كوش العجمي اليماني، لا زياد الأعجم العبدي1.

وظل زياد الأعجم ينزل باصطخر2، حتى إذا ولي صديقه: عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي فارس سنة ثمان وستين، تحول إليه ولزمه، ومدحه، ونال منه جوائز ضخمة3.

فلما توفي ابن معمر ارتحل إلى عبد الله بن الحشرج القيسي، وكان موظفا كبيرا، تنقل بين أعمال خراسان، وفارس، وكرمان، وقوهستان، وسابور4، كما كان جوادا ممدحا، ففاز منه بصلات كثيرة5.

وفي ولاية المهلب بن أبي صفرة على خراسان، خرج إليه، وامتدحه، ونوه ببنيه، ورثى من مات منهم6، وقدمنا أنه خاض في هذه المرحلة معركتين هجائيتين: الأولى مع المغيرة بن حبناء التميمي، وكان مبعثها تنافسهما في المركز الأدبي7، والثانية مع كعب الأشقري، وكان المحرك لها انفجار الحرب بين عبد القيس والأزد، لتباين مصالحهم القبلية والسياسية8، ثم اتصل بيزيد بن المهلب، وأثنى عليه9. ويقول أبو الفرج الأصفهاني: "إنه لم يزل بخراسان حتى مات10. ويزعم ياقوت الحموي أنه توفي في حدود المائة الأولى11. غير أن عبد القادر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015